إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
شفاء العليل شرح منار السبيل
200343 مشاهدة
ترجمة الشيخ عبد الله بن جبرين -حفظه الله-

هو الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين بن محمد بن عبد الله بن رشيد من قبيلة بني زيد المعروفين في نجد وكان أصلهم من بلد شقراء ثم نزح الكثير منهم إلى كثير من القرى، ومنها بلد القويعية وهي بلد المترجم له.
وُلِدَ سنة تسع وأربعين بعد الثلاث مائة والألف من الهجرة النبوية، في بلد محيرقة وهي إحدى قرى القويعية وأخواله آل مسهر المشهورون هناك، وجده لأمه يلقب بمسهر واسمه عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن رشيد فعثمان أخو جبرين
نشأ في قرية الرين التابعة للقويعية وفي بلد محيرقة وقرأ القرآن على أبيه، وعلى إمام جامع محيرقة وهو أحد أعمامه، واسمه سعد بن عبد الله بن جبرين بن فهد
ثم تعلَّم العلم على والده، وعلى قاضي الرين فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري
ثم انتقل معه إلى الرياض عام 1374 هـ، وانتظم في معهد إمام الدعوة، وواصل فيه الدراسة، فانتهى من القسم العالي منه عام 1381 هـ.
وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجحين، وعددهم أحد عشر طالبا، وكذا كان متفوقا في المرحلة الثانوية، ويرجع ذلك إلى تفرغه وإكبابه على الدراسة، مع انشغال زملائه بأهليهم وأمورهم الخاصة؛ مع أن في زملائه من يفوقه في السبق والذكاء وكثرة المعلومات، ولا يزال أكثرهم على قيد الحياة، وفق الله الجميع للخير.
كان أول الأعمال التي تولاها مع الهيئة الذين أرسلوا للدعوة والإرشاد في الحدود الشمالية، برئاسة شيخه عبد العزيز بن محمد الشثري -رحمه الله- في أوائل عام 1380 هـ لمدة ثلاثة أشهر.
ثم اختير أيضا مدرسا في معهد إمام الدعوة قبل تخرجه بأشهر، وذلك في عام 1381 هـ، واستمر في التدريس فيه نحو أربعة عشر عاما؛ قام بتدريس الفقه، والحديث، والتفسير، والتوحيد، والتأريخ، ونحوها.
وفي عام 1395 هـ انتقل إلى كلية الشريعة التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، واختير له قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، وتولى تدريس العقيدة في السنة الأولى والثانية، وتولى الإشراف على البحوث المتعلقة بالعقيدة، والإشراف على رسائل الماجستير والمناقشة لبعضها.
وفي عام 1402 هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء كعضو إفتاء، إلى أن تقاعد.
وفي أثناء هذه السنين كان يشترك مع التوعية في الحج للأجوبة على أسئلة الحجاج.
أما مشايخه: فمن أبرزهم: والده الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين وشيخه عبد العزيز بن محمد الشثري والشيخ صالح بن مطلق في بلدة الرين
أما في الرياض فأبرزهم: الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- حيث درس عنده قراءة وسماعا من عام 1374 هـ إلى نهاية 1381 هـ.
ومنهم: الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز والشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن هويمل والشيخ محمد بن إبراهيم المهيزع والشيخ عبد الحميد عماد الجزائري والشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد والشيخ محمد البيحاني والشيخ محمد بن عبد الوهاب البحيري والشيخ محمد الجندي المصري والشيخ عبد الرزاق عفيفي
وقد تتلمذ على فضيلة الشيخ -حفظه الله- كثير من طلبة العلم من المملكة وخارجها ولا يزالون ينتفعون بعلومه.